العدوان يقصف جنيف اليمن
د.نسيب حطيط
توسعت دائرة العدوان السعودي- الأميركي على اليمن لتقصف مؤتمر جنيف الذي دعت إليه الأمم المتحدة لمناقشة حل سياسي للأزمة اليمنية لإنقاذ الشعب اليمني من جرائم الإبادة البشرية والحضارية ولإنقاذ السعودية من الرمال اليمنية التي تغرق فيها بعد توسع النار لتحرق أذيال الثوب السعودي في نجران وجيزان.
رفضت السعودية ودميتها "منصورهادي" الذي يمثل لحد السعودي أو "فيشي" السعودي وصار الرئيس اليمني المستقيل "مذيعاً" سعوديا"، يقول ما يؤمر به ويقرأ ما يكتب له ويعلق صور الملوك السعوديين وراءه، باعتراف علني أن آل سعود هم ملوكه ورؤسائه وأصحاب السيادة على اليمن في تحد صارخ للكرامة والسيادة اليمنية.
إن الموقف السعودي أملته ظروف عديدة وبموافقة أميركية واضحة وتواطؤ من الأمم المتحدة لعدة أسباب:
- فشل السعوديين بعد شهرين من العدوان على تحقيق أي مكسب سياسي أو ميداني في الداخل اليمني بل وخسارة مواقع جديدة.
- - فشل السعوديون بإعادة الشرعية المزيفة حتى إلى صحارى حضرموت اليمنية البعيدة والتي تعتبر مركزاً للقاعدة وأخواتها.
- الفضيحة العسكرية السعودية عبر إنهزامهم أمام القبائل والجيش اليمني واللجان الشعبية حيث تتساقط المواقع دون مقاومة تذكر وظهرت هشاشة البنية العسكرية السعودية العاجزة عن حماية الحددود والأراضي السعودية فكيف لها أن تتوغل براً داخل اليمن !
- فشل مؤتمر الرياض الذي عقدته السعودية مع نفسها ودعت إليه أتباعها ورجال "المناسف" والمكرمات الملكية والذين لا يؤثرون في المشهد اليمني العسكري أو السياسي بما يشبه المعارضة السورية (الإئتلاف الوطني).
- التوتر السعودي الداخلي سواء على مستوى العائلة المالكة والحذر المتبادل من مكوناتها والخوف من الإنقلاب المضاد بالإضافة لبدء التوتر الأمني وقتل الجنود والشرطة السعودية من قبل مجموعات "داعش" والتي تم تتويجها بالتفجير الوحشي في أحد المساجد في المنطقة الشرقية لإشعال الفتنة المذهبية ،مما يحرج النظام السعودي فإن تساهل مع المجرمين تحمل مسؤولية حمايتهم ودفع بالمواطنين السعوديين لحماية أنفسهم ذاتياً وبدء الصراع العنفي بين النظام والمعارضة وإن حاكم وعاقب المتورطين زاد من حدة المواجهة بينه وبين أبنائه "التكفيريين" الذين تربوا على الفكر الوهابي ويمثلون أكثر من نصف الشعب السعودي.
- العقل السعودي يحكمه الإرتباك والإنفعال وغرور المراهقين الذين اعتقدوا أن الحرب لعبة (بلاي ستايشن) على كمبيوتر في غرفة مغلقة ،فتفاجئوا بأثمانها الباهظة المالية والسياسية والدموية بعدما وصول جثامين العسكريين القتلى على الحدود والذين تخفي السعودية أعدادهم بالإضافة إلى تهجير القرى والمزارع والمدن القريبة من الحدود اليمنية ونقل سكانها إلى العمق السعودي لسببين أولاهما عدم قدرة السعودية على حمايتهم ومنع توغل اليمن في الأراضي السعودية وثانيها عدم ثقة النظام السعودي بهؤلاء وإتهامهم بالتعاون مع أقاربهم وقبائلهم في اليمن.
إن جنيف -اليمن ضحية جديدة من ضحايا العدوان السعودي لذبح اليمن كما يذبح السعوديون سوريا عبر جنيف السوري والمفارقة العجيبة أن السعوديين يرفضون مؤتمر جنيف أو أي مؤتمر لا يؤمن عودة الرئيس اليمني غير الشرعي إلى سدة الحكم ويؤيدون جنيف (1) السوري الذي يطالب بإقالة الرئيس السوري الشرعي المنتخب !
إن مصطلح الشرعية تحول إلى وجهة نظر ومصالح دولية وإقليمية بعيداً عن القوانين الدولية والوطنية وفق إزدواجية المعايير أو قوانين القوة وليس العدالة أو الديمقراطية ،حيث تتهم قوى المقاومة بالإرهاب وجيوش الإحتلال بجيش الدفاع الإسرائيلي أو جيش "دمقرطة" العالم العربي !
صارت الأمة العربية ويمكن الإسلامية رهينة مؤتمرات جنيف المتعددة الأسماء والأرقام من النووي الإيراني إلى جنيف او 2 السوري إلى جنيف اليمني إلى الحوار الليبي المستقل بين المغرب والجزائر.
تحولت جنيف غرفة عمليات ترسيم حدود النزاعات والحدود وتوزع المصالح في هذه المنطقة والأمة المنكوبة ورجعنا إلى مصطلحات العشائر والقبائل والعائلات والأفخاذ العشائرية بعدما رفعها الإسلام إلى مستوى الأمة الشاهدة على الناس وأكرمها ،جاء الإسلاميون الجدد من الوهابيين والتكفيريين المصنوعين من خميرة المخابرات الأميركية ومراكز الدراسات ليهدموا الأمة ويرجعوها إلى منظومة القبائل والعشائر والعائلات والقوميات إلى أسفل درك أخلاقي وإجتماعي وكله برعاية الوهابية السعودية وأموالها وإعلامها الفتنوي.
دعاؤنا أن ينقذ الله سبحانه الحرمين الشريفين من تكفيرييه وينقذ الأمة من جرائم الإسلاميون الجدد حلفاء المحافظين الجدد.